معهد الخوئي | Al-Khoei Institute

معهد الخوئي | Al-Khoei Institute
  • الإمام الخوئي
  • المكتبة المرئية
  • المكتبة الصوتية
  • المكتبة
  • الاستفتاءات
ايران
 
 

تصريحات خطيرة للإمام الخوئي (ره)

حول التغلغل اليهودي في إيران إبّان عهد الشاه البائد

 

هذه التصريحات الخطيرة التي أدلى بها الإمام الخوئي في كفاح الشعب الإيراني ضد العهد الملكي البائد ، قد أخذت مأخذها على نطاق واسع في الصحف المحلية والعربية والعالمية، وقد كرّروا نشرها لما كان لها من الأثر البالغ في الحياة السياسية للأمة الإيرانية والشعوب الإسلامية والعربية المناهضة

بسم الله الرحمن الرحيم

(انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم). قرآن الكريم

كان أحد الإيرانيين المعنيين بالأوضاع الراهنة في إيران قد طلب مقابلة الإمام الخوئي زعيم الحوزة العلمية في النجف الأشرف للتساؤل معه حول موقفه الحاسم من الصهيونية والبهائية، نقرأ في تصريحاته مناهضته العنيفة، ودفعه بالشعب الإيراني إلى الكفاح ضد التعاسة التي يعيشها اليوم.

الإمام الخوئي يقول: نحن نقف إلى جانب الشعوب الإسلامية في صراعها من الحكومات الجائرة، إنّنا ننشد الخير والإصلاح لأمتنا، وقد نهضنا للوقوف مع الحق، وصد تيار الظلم والخيانة، ونشتد في كفاحنا إذا اشتد الخطر المحدق بنا، إنّنا لا نتصّور حكماً أسوء من التغلغل اليهودي في إيران، إنّنا لا نطالب بدماء الأبرياء بقدر ما نطالب بالأهداف التي قتلوا من اجلها.

إنّ العلماء الأعلام لا يمكنهم أن يتخلوا عن كفاح الأمة الإيرانية، أو يعزلوا أنفسهم عن مآسيها. إنّ اليهود لم يتمكنوا من السيطرة الاقتصادية إلا بعد أن أشاعوا في الشعب الإيراني التحلّل والانشقاق. إنّ أبشع صور الكبت هو مصادرة الحريات الدينية لشعب متديّن.

  إنّ الحكومات التي لا تقوى على حلّ مشاكل الناس تجد الحل الحاسم في رفع شعارات الحديد والنار. إنّ الشعب الإيراني يهدف إلى حكم يضمن حريته، والى حياة تتسم بالخير والرخاء. إنّ تنازلنا عن هذه الأهداف معناه توافقنا على هذا الحكم الجائر.

وفيما يلي نص هذا التساؤل الخطير:

سؤال: لماذا يتحاملون على الحكومة الإيرانية وهي تعترف بالإسلام؟

الجواب: إنّ الإسلام ليس مجرد صوم أو صلاة ، أو فروض أخرى يرائي بها الناس، ويتصيدون من ورائها، بل هو عقيدة وعمل يجب أن يتوافقا، ومن يتظاهر بالإسلام وهو يعمل على هدمه وتقويضه، ويحارب الدين ويطوّح بكيانه، ويحوك له الدسائس على أيدي اليهود ينبغي أن لا يعد مسلماً حقيقياً. وكيف يمكن أن يأتمنه الناس على دينهم ووطنهم ، ومقومات حياتهم!

سؤال: ما الذي دعاكم إلى خوض هذه المعارك، ومتى تنتهون منها؟

الجواب: كنا نواصل ـ ولا نزال ـ شؤوننا في المرجعية والفتيا، وحل الخصومات ورعاية الحوزة العلمية، وبطبيعة الحال لا يقتصر واجبنا على هذه المهمات فحسب ، بل يهمنا كل ما تتجدد من أحداث، فهل هناك بادرة أخطر من التلاعب بالدين، ومحاربة الأمة الإيرانية المسلمة كما فعلت ذلك حكومة إيران، وهي تتحدى القانون الأساسي الذي وضع على أساس مبادئ الإسلام، وتحاول ضرب هذه المبادئ التي أطبقت عليها الأمة الإيرانية، ودافعت عنها ولذلك كلّه نهضنا للوقوف مع الحق، وصدّ تيار الظلم والخيانة. وعندما تنقشع سحب الأخطار عن آفاق أمتنا وديننا فانّنا نعود إلى سبيلنا ولسنا نعادي أحداً، أو نعمل من أجل أنفسنا، وإنّما ننشد الخير والإصلاح لأمتنا.

 

سؤال: هل فكّرتم فيما لو تبّدل هذا الوضع فلعلّه يكون أشد خطورة لكم؟

الجواب: إنّنا لا نعادي الأشخاص كما قلنا، ولا نعارض الحكومة الإسلامية، وإنّما نعارض أنظمةً وقوانين تناهض الإسلام، وواجبنا الآن أن نجاهد مع الخصم، ونقارع الخطر المحدق بأمتنا في هذه المنطقة، فانّ أقلّ تهاون في ذلك هو الذي يؤدي إلى استفحال الأمر وتفاقم الخطر , وأمّا إذا قوض هذ الخطر المحدق، وحلّ محلّه ـ ولا سمح الله ـ وضع أخطر، فنحن أيضاً نشتد في كفاحنا ومثابرتنا. ولكنّنا لا نتصوّر حكماً أسوء من هذا فالصهيونية ، والبهائية، والتفسخ والاستعباد، وسفك الدماء، وكلّ أنواع الظلم والتعّسف هي من مقّومات هذا الحكم الأسود، وهل وراء ذلك ماهو أخطر من هذا؟

وإذا قوّض الله هذا الوضع السيء فسيكون ذلك درساً للآخرين أيضاً. ونحن نأمل أن يستأثر بهذا الدرس المسؤلون ليتراجعوا عن طيشهم، وهذا مالا نزال نأمله ونتوقعه، وإذا استطاعوا أن يدركوا أخطاء حكمهم، أو يستبينوا نتائج أعمالهم قبل أن يتفاقهم الخطر وتضيع الفرصة فهذا ما يقربهم من شاطئ السلامة.

إنّنا نريد الخير لأمتنا والسلامة لديننا، وفي الوقت نفسه نهدف إلى حكم غير خاضع للضغط الأجنبي والنفوذ الصهيوني . ومن واجبنا أن نقف إلى جانب الشعوب الإسلامية في صراعها مع الحكومات الخائنة الجائرة.

إنّ أيّة حكومة تمكنت من دحض ديننا تمكنت من دحض مقوّماتنا، واستطاعت بالتالي إخضاعنا لضروب التخلف والتحللّ، مثل هذه الحكومات لا يستند حكمها على ثقة الشعب ولا على إرادتها، واذا لم تكن لها هذه المقومات فبأسم من نتكلّم ؟ وعلى أية قاعدة نستند.

 

ومن المضحك أن تلعن الحكومة الإيرانية الحاضرة ماضيها عندما تستنكر الظلم، وتتبجحبرفع كابوس الشقاء عن الشعب اليوم، فهل كان غيرها على قمة هذا الحكم، أم أصبحوا من النادمين؟

إن أيّة حكومة لا تقوى على حل مشاكل الناس، أولا تهدف إلى رفاهيتهم وأمنهم، تجد الحل الحاسم في أن تلوح للشعب بالحديد والنار، وبالطبع إنّ الشعب الإيراني يهدف إلى حكم يضمن حريته، والى حياة تتسم بالخير والرخاء، وبعيدة عن الصهيونية والاستعمار.

إنّ الحالة الراهنة تدفع بالبلاد إلى كوارث اقتصادية واجتماعية وعقائدية، إذ الهدامون يحتجون بوجود الظلم والتخلّف وكبت الحريات ومصادرتها، ويخدعون أمتنا ـ باسم التخلّص من الاستعباد والسيطرة الأجنبية ـ بارتمائها إلى أحضان الشيوعية، فهل هناك مصير أخطر من هذا المصير؟

سؤال: ما هي شروطكم لإنهاء هذه المعركة؟

الجواب: ليست لنا آية شروط إلاّ الكف عن محاربة الدين، ورفع القوانين الجائرة المناهضة للشعب، وإصلاح جهاز الحكم، ونشر العدل، والحفاظ على القانون الأساسي باعتباره ينص على سقوط كلّ تشريع يناقض الإسلام ويرفضه العلماء الأعلام.

وليست لنا أيّة شروط إلاّ ضرب التغلغل اليهودي والبهائي الذي ينخر في كيان الأمة الإيرانية المجاهدة ، وعندما نجد أشخاصاً مسؤولين نعرف ماذا وكيف نشترط إن كانت لنا هناك شروط أو متطلبات.

 

إنّنا لا نطالب بدماء الأبرياء من الضحايا(وهذا ما خلقوا له) بقدر ما نطالب بالأهداف والمثل التي ناشدوها وقتلوا من أجلها. إنّ دماءهم الزكية ستبني المستقبل الزاهر للأمة الإيرانية، وستشيد صروح الدين في هذا البلد على رغم أعداء الدين ومحاربيه، فانّ أبشع صور الكبت هو مصادرة الحريات الدينية لشعب مؤمن متدين.

سؤال: كيف عرفتم أنّ في إيران سيطرة صهيونية وبهائية؟

الجواب: هذه حقيقة لا تخفى على أحد، فانّ يهودياً واحداّ يملك عشرات من الشركات،وفي الوقت نفسه يملك جهاز الإذاعة الإيرانية، ويدير بنوكها. وهكذا يستولي اليهود على أعصاب البلاد وشرايينها الاقتصادية الحية، ولم يستطيعوا ذلك إلاّ عن طريق سيطرة الحكم والنفوذ الاجنبي.

ومن الواضح أنّ اليهود لم يستطيعوا من السيطرة الاقتصادية إلاّ بعد أن سلبوا الأمة الإيرانية ـ بعض الوقت ـ مقوّماتها ووحدتها ، واثقلوها بالتخلف والتفّسخ ،وضروب المشاكل الاجتماعية والعقائدية.

إنّ الفرد اليهودي يستطيع أن يعمل في إيران أكثر مما يستطيع أن يعمله في إسرائيل، اذ القوانين والسلطات الإسرائيلية تحدده، ويمنعه ضميره أيضا من اقتراف وسائل الفتك والتهديم في بلاده، بينما يدفعه عداؤه المتأصل وحقده الأسود على الشعب الإيراني المسلم ليعمل كل ذلك في سبيل السيطرة الاقتصادية لصالح بلاده، ولمصلحته الخاصة في وقت واحد.

فهل هذا الحكم هو حكم وطني منبثق من أهداف الأمة الإيرانية، ام من إسرائيل؟! وهل يخفى على أحد أنّ البهائية عملاء لليهود، إنّ الحقيقة تفرض نفسها، والواقع أقوى ـ دائماً ـ من أن ينفيه أحد أو يخفيه مهما كانت الدعايات والأباطيل.

  

سؤال: ما هي آخر وظيفتكم، إذ قلتم: سنعمل بآخر وظيفتنا وما تقصدون منها؟

الجواب: إذا استطعت أن تأتي بالوقت المحدد لها، عندئذ نستطيع ان تقول كلمتنا هذه، وأن نعمل بآخر ما يجب علينا، والمستقبل القريب هو الذي يحمل في طياته هذه الكلمة الحاسمة، حيث لا يكون بعدها إلا الحق والعدالة والعزة والسيادة.

سؤال: هل تأذنون للسفير الإيراني بالمذاكرة البدائية معكم؟

الجواب: نعم، إذا كانت المحادثة علنية، إذ يمكن ـ حينئذ ـ الإشهاد على الوقائع وصيانة الحقائق من التلاعب والتحوير. فلسنا نهدف من ذلك إلاّ الحقيقة والصراحة،وإصلاح الواقع الذي تتوجع منه أمتنا اليوم.

سؤال: هل هناك وصية نحملها لكم:

الجواب: العمل في سبيل الله، والوقوف مع الحق، والعطف على قضية الأمة الإيرانية، والحفاظ الشديد على الأمانة الغالية التي أودعها الله فينا، وأن نبقى كما كنّا حماة للدين، ودعاة للعدل من غير مهادنة مع أعدائنا والحاقدين علينا.

سؤال: هل يمكن أن تتنازلوا عن بعض مطاليبكم ويتنازل الشاه عن البعض الآخر؟

الجواب إننا لا نستطيع أن نساوم أحداً في حق الأمة الإيرانية ، او نهادنه في دينها ومصالحها. إنّ تنازلنا معناه تنكّرنا لديننا وأمتنا، ومعناه أيضا توافقنا على هذا الحكم الجائر، ومساهمتنا في دحر الشعب الإيراني ومقاتلته. أما تنازل الشاه وحكومته فليس معناه إلا التنازل للدين، والانحناء امام شريعة القرآن، والتفهم الحق لواقع الأمة الإيرانية ، ولمقوّماتها الدينية والاجتماعية والوطنية، وهو لم يكن تنازلاً بل استبدالا بحكم عادل، ووطنية هي المطلوبة بالذات.

 

اننا يسرنا أن نفاوض على أساس مصلحة البلاد وسيادتها، وتطهير أجهزة حكمها، وتغيير سياستها المشبوهة الناجمة عن التغلغل اليهودي والبهائي.

ولسنا وحدنا خصوماً لذلك، بل الحوزات العلمية، والعلماء الأعلام في قم يشاركوننا بالكفاح من أجل الشعب الإيراني ومستقبله. وبفضلهم أنهم ضحّوا بدمائهم ضدّ هذه السياسة المناقضة للدين، والمناهضة لمقدرات الشعب الإيراني ومقدّساته.

وطالما ضاق المسؤولون من كفاح رجال الدين، فهب أنّنا أجلينا رجال الدين من هذه الربوع، أو استطاع العلماء الأعلام أن يتخلوا عن الشعب، أو يعزلوا أنفسهم عن مآسيه فهل تستطيع الحكومة الحاضرة أن تتخلّص من رقابة الشعب ووعيه؟ ثم هل تستطيع أن ترضيهم بمجرد الوعود والدعايات، ورفع شعارات الإصلاح، وأن تخدعهم بالأحلام ودعوى التأييد الإلهي لها؟

إنّ خداعهم للشعب بأن الله بعثهم للحكم، وأدّخرهم للإصلاح يفسّر مدى هزئهم بالشعب ، وزيفهم لآمالهم، وعرقلة زحفهم في كفاحهم المقدس. إنّ الله لا يعهد إلى الظالمين أن يكونوا أولياء على الناس (ولا ينال عهدي الظالمين) بل الله ينصر المؤمنين، ومالنصر الا من عند الله.

 

 

 

 

نداء الإمام الخوئي

إلى العلماء الأعلام حول اضطهاد الأمة الإيرانية في كفاحها

 

بسم الله الرحمن الرحيم

(والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار). القرآن الكريم

استنجد علماء إيران الأعلام بالقوة الروحية الجبارة المتمثلة في جهاد الحوزة العلمية في النجف الأشرف وفي زعيمها المجاهد آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي، فوجّه سماحته إلى العلماء و الأمة الإيرانية هذا النداء الصارخ الذي سيقف مع المجاهدين في زحفهم وكفاحهم المقدّس حتى النصر الأخير، وما النصر إلاّ من عند الله.

أيها العلماء الأعلام: لقد ساءني ما استعرضتم من الحالة المؤلمة التي تعانيها الأمة الإيرانية المجاهدة في الوقت الحاضر.

والحقيقة أنّه لم يعد في عالمنا اليوم مكان لتلك الجرائم النكراء التي يرتكبها الشاه وحكومته المحاربة للدين ورجال الدين، ومحاربة الأمة الإيرانية الكريمة، فلا يجديهم عداؤهم هذا للمقدّسات الإسلامية، ولا محاولتهم للقضاء على الروحانية ـ بالظلم والتعسّف ـ إلا إثارة قلقنا وتساؤلنا عن مصير هذه الأمة وقادتها الروحانيين على أيدي هؤلاء الطغاة .

وليس أبلغ شاهداً على خيانتهم من تنكرهم لدستور بلادهم ـ بوحي من مصالحهم ـ وانحرافهم عن الوفاء للمبادئ الإسلامية التي عاهدونا على تطبيقها، ليحكموا أمة مسلمة بني دستورها الدائم على هذه المبادئ الإسلامية الخالدة.

إنّ ماضيهم الأسود يتمّيز بالخزي والعار، كما يتميز حاضرهم بفضائح أخرى، تتمثّل في ضربهم للمعاهد الدينية والعلمية، وتبجّحهم بذلك كعمل بطولي، فمن الحق أن يمنحهم الشعب الإيراني وسام الفاتحين على تدميرهم واحتلالهم لتلك المعاهد العلمية بالحديد والنار، فليست تلك النكبات والمجازر التي أنزلها الحكام بالأبرياء من الطلاب المجاهدين إلاّ المثل الاعلى للانحطاط والتحلّل من كل القيم الإنسانية.

ومن المضحك المبكي ان يتشّدق هؤلاء الطغاة بالعدالة الاجتماعية والإصلاح، وبالتباكي على الدين والوطن، وفي الوقت الذي لا يقوى أحد على حماية معتقداته وحقوقه العامة في ظل حكمهم الأسود فبينما تتمتّع الصحف المأجورة بحرية التعبير عن كل اساليب الدس والتحلل، لا يحق لرجال الدين أن يعبّروا عن إرادتهم وآرائهم الخيرة للناس. والأنكى من ذلك أن تصدر الحكومة الظالمة البرقيات والرسائل التي وجهتها إلى العلماء الأعلام، وكأنها لا تنافي أبسط مبادئ الحرية وحقوق الإنسان في العالم. فهل هناك كبت أكبر لمشاعر الناس وحرياتهم لم تفرضه عليهم؟ وهل يمكن ـ والحالة هذه ـ أن يهدف حكمهم الأسود إلى رخاء الشعب وأمنه؟!

ويدرك الشعب الإيراني جيداً: انه لا يحق لهؤلاء أبداً أن يتستروا ـ لضرب الشعب ـ وراء شعارات وطنية واصلاحية مزيفة لا تنطلي على أحد ، وهل يمكن أن تدرك عقولهم معنى الإصلاح حتى تقوم به حقا؟!

ان اعتداءاتهم المتكررة ـ دون مبرر شرعي ـ بدأ يفضح في العالم عداءهم للشعب ، كما بدأ حكمهم الأسود يشكل أكبر عار على الأمة الإيرانية كلها.

ان المجزرة الرهيبة التي قامت بها الحكومة الإيرانية (في قم وتبريز) قد تقزز لها قلوب المسلمين في انحاء العالم، وقد احصت بذلك على نفسها جريمة أخرى في سجل جرائمها التي لا تحصى.د

وفي العراق بكاهم إخوانهم في محافل تأبينية حاشدة استنكروا فيها اراقة دمائهم البريئة، وطالبوا بسحق القتلة المجرمين، وادانة الحاكمين بالجريمة التي لا تنسى.

إننا نعرف ـ ايضا ـ ان بطولة الشعب الإيراني، وسلامة وعيه ستحميه عن هذا الاستسلام، وستمكنه طاقاته الروحية الواعية من مجانبة كل خطر يدبره له الأعداء.

هل من الحق أن تعطى الأمة الإيرانية مقدرات بلدها ودينها بيد نفر من أعدائها، ثم هل من الحق أن تتسامح في قلب بلادها إلى قاعدة ثانية للأجنبي، والى منطقة نفوذ كبيرة بعد أن وجدت دولة صغيرة على أساس العداء مع المسلمين.

وهل من الحق أيضا ان يعبث بمقدسات الناس نفر من منحرفي العقيدة، ثم هل من الحق ان يبلغ عميل يهودي إلى القمة من الجاه والثروة فتمتد سيطرته على اكبر جهاز للاذاعة والأعلام، والى أكثر الشركات التي تعمل لصالح دولته على حساب إيران.

علينا أن نسائل الحكومة الإيرانية: هل هناك بلد واحد في العالم كله باع احد اجهزة إعلامه لمستوطن يهودي لا يعد نفسه من أبناء ذلك الشعب ليعمل ما يشاء ضد مصالح البلد ومقدساته.

ونحن ندعو عامة الشعب الإيراني المؤمن بمقدساته إلى أن يحارب أعداء دينه ووطنه من دون فوضى أو اضطراب يستفيد منه الأعداء. وعلى العلماء الأعلام أن يرشدوا المسلمين إلى واجبهم : (اذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه والا فعليه لعنة الله).

ولقد سبق لرجالنا المجاهدين ـ عبر تاريخنا ـ ان سقوا شجرة الإسلام بدمائهم الزكية، فأطلت عليهم بالحياة الهانئة الآمنة، ثم أخذت تشكو العطاش والذبول مرة أخرى. فمن أعظم اعتزازي أن أقدم دمي قرباناً للاسلام في سبيل القضاء على المجرمين والحفاظ على الدين والقرآن الكريم. فالحياة مع ما نرى من تحكم الظالمين وأعداء الإسلام الموت، بل أقسى من الموت.

ففي اعناق الشعب الإيراني اليوم ـ وفي طليعتهم رجال الدين ـ عبء ثقيل من الجهاد المقدس سوف لا يتخلف عن حمله وادائه. ولا يمكن ان تنتصر الأمة الإيرانية في معركتها هذه إلا بالتفافها حول علمائها الإعلام، وانضوائها تحت رايتهم وقيادتهم.

وحقيق بالشعب الإيراني المسلم أن يتعلم دروس التضحية والكفاح من شعوب إسلامية وعربية سبقتهم إلى الجهاد وبلغت بأمانيها إلى الاستقلال، والحياة الحرة الكريمة.

أيها العلماء الأعلام

كنا نجاهد ـ ولانزال ـ في إعلاء كلمة الأمة الإيرانية المسلمة، وإعلان صرختها وأغاثتها للرأي العام في العالم، وسوف يقف العالم الاسلامي والعربي، بل العالم كله على حقيقة تلك المآسي التي يكابدها الشعب الإيراني المجاهد وسوف تقف الطغمة الحاكمة ايضا على استنكار العالم كرد فعل لجرائمهم ومآسيهم وصفاقتهم.

واذا لم يتراجع الحاكمون عن سياستهم هذه فستكشف الأمة الإيرانية عن حقيقة أمرهم، واذا لم يكفوّا عن الولوغ في جرائمهم فسينشروا صفحات ماضيهم الحافلة بالخزي والعار طوال أربعين سنة. وعند ذلك ايضا سيقول العلماء الأعلام كلمتهم الأخيرة في حقهم.

وسترون ثمار جهودنا في سبيل انقاذ الأمة الإيرانية من براثن الظلم والطغيان مستمدين ذلك من إرادة الله وإيمان المسلمين وادراكهم لما يحيط بهم من أخطار تهدد كيانهم في كل مكان.

وسيؤدي ـ حتماً ـ كفاحنا المتواصل إلى قطع دابر المفسدين في إيران، والضرب على أيدي الطغمة الحاكمة التي تريد التطاول على حرمات الإسلام، والتحكم في اموال المسلمين وارواحهم.

النجف الاشرف

أبو القاسم الموسوي الخوئي 

 

 

 

 

بيان الهيئة العلمية في النجف الأشرف

بسم الله الرحمن الرحيم

اننا نؤمن: بأن الحوادث الدامية التي تدور رحاها اليوم على أيدي الحكام الإيرانيين ليست هي إلا من وحي الصهيونية والبهائية. وان الصهيونية لم تنجح في جر إيران إلى احضانها، وجعلها منطقة نفوذ لمصالحها إلا بعد ان حالفت الاستعمار في خلق البلبلة واشاعة الفوضى والتحلل فيها. إذ ليس من السهل السيطرة الاقتصادية ما لم تتعاون الحكومة المحلية في إرغام الشعب الإيراني على أخذ ثروته وشركاته بهذه الوسائل التدميرية الهدامة.

وبطبيعة الحال لن يقبل ذلك الشعب الإيراني الأبي وعلى رأسهم العلماء الأعلام، وفعلاً شجبوا هذا التغلغل اليهودي والبهائي وصرخوا في وجه المستعمرين وأذنابهم وأنذروهم بالويل والثبور.

وقد عارض العلماء هذه الإجراءات الاستعمارية فتعرضوا للسجن والقتل الأمر الذي أقض مضاجع الأمة الإسلامية وأطار صوابها.

إن الحصانة الدينية لزعماء الدين لم يستطع أحد ـ مهما كان شأنه ـ ان يمس بقدسيتها خاصة وان القانون الأساسي الإيراني يحميهم وينص على انهم المرجع الأعلى لقبول أي قانون او رفضه. ولكن على العكس من ذلك أخذت الحكومة الإيرانية تنال من كرامتهم وقدسيتهم وبهذا قامت بثالوثها القذر: معانقة اليهودية والبهائية، وسحق الحصانة الدينية لزعماء الدين.

ان زعماء الدين لا ذنب لهم إلا مناهضتهم للطغيان ومناشدتهم للشعب الإيراني بالوقوف في وجه الظلم والاستعمار حيث قالوا: اننا نحمل رقابنا على أكفنا ونقدم أكبادنا أمام حراب الاعداء، ولكننا لا نطيق أن نجد من يطعن الدين ويجهز على الشعب الإيراني المسلم. اننا لا نخضع أمام الجبارين ، ولا ننحني لطغيانهم. وما ودام القلم طوع بناننا ندعو للإسلام ونعلن عن أحكامه بصراحة، ثم نشجب ما يخالفه ويناقض مصالح الأمة الإيرانية.

وعلى اثر تفاقم الحوادث الدامية أصدر الإمام الخوئي فتواه الشهيرة التي دعا فيها الشعب الإيراني إلى عدم التعاون مع الظالمين وعدم الوقوف إلى جانب الحكومة الإيرانية في اضطهادها للشعب الإيراني الاعزل. وهذا نص الفتوى:

  

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله سبحانه وتعالى: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون).

من أعظم الحرمات في الشريعة الإسلامية المقدسة معونة الظالمين ومساعدتهم وقد أجمع العلماء الأعلام على حرمة هذا الامر.

وقد صممت اليوم الحكومة الإيرانية الحاضرة على تحقيق ما لها من مقاصد فاسدة مخالفة لمقررات الدين الإسلامي تنفيذاً لمخططات المستعمرين والصهاينة في بلادنا الإسلامية وفي سبيل ذلك لم تتورع من القيام بأنواع الظلم والعدوان من الحبس والضرب والقتل لكل من يعلن استنكاره لأعمالها الكافرة من طلاب العلوم الدينية وسائر طبقات المؤمنين بل حتى العلماء الأعلام.

وعليه فان الواجب على كل مسلم أن يمتنع عن معاونة هذه الحكومة الظالمة ومساعدتها مهما كان مقامه وبأية بزة كان.

ويصغي إلى نداء واستغاثة الحسين بن علي(ع) يوم أعلنها حرباً شعواء على الظالمين دفاعاً عن مبادئ الإسلام العالية.

النجف الأشرف 14 محرم الحرام 1383هـ.ق

أبو القاسم الموسوي الخوئي

 

  

وأعرب أيضاً العلامة الكبير الشيخ محمد رضا الشبيبي عن أسفه البالغ لهذه الأجراءات التعسفية بحق زعماء الدين الذين اعتقلتهم الحكومة الإيرانية ونكلت بهم مما لم يسبق له نظير، وطالبها ـ برقياً ـ باسم الملايين من المسلمين الذين يقدسونهم الافراج عنهم وصيانة حقوقهم ليهدأ بال الأمة وتستقر أوضاعها.

الهيئة العلمية في النجف الأشرف

1383هـ.ق